الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (٣٥) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (٣٦) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (٣٧) وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (٣٨) وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (٣٩) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (٤٠) وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً (٤١) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (٤٢) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) (٤٣)
راجع الجاثية آية ٢٣.
عبد الهوى آبق عن ملك مولاه |
|
وليس يخرج عنه فهو تياه |
الحرّ من ملك الأكوان أجمعها |
|
وليس يملكه مال ولا جاه |
لما كان الهواء إذا تحرك أقوى المؤثرات الطبيعية في الأجسام والأرواح ، لم يكن ثمّ أقوى من الهواء إلا الإنسان ، حيث يقدر على قمع هواه بعقله الذي أوجده الله فيه ، فيظهر عقله في حكمه على هواه ، فإنه لقوة الصورة التي خلق عليها ، الرياسة له ذاتية ، ولكونه ممكنا الفقر والذلة له ذاتية ، فإذا غلّب فقره على رياسته ، فظهر بعبوديته ولم يظهر لربوبية الصورة فيه أثر ، لم يكن مخلوق أشد منه. ورد في الخبر عن أنس بن مالك عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال [لما خلق الله الأرض جعلت تميد ، فخلق الجبال فقال بها عليها فاستقرت ، فعجبت الملائكة فقالوا : يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال : نعم الحديد ، فقالوا : يا رب