بصفة ذلك الأمر الذي يكلمه به ، كان ذلك ما كان ، فلم يتمكن لهؤلاء أن يزيدوا على قولهم سلاما شيئا.
(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً) (٦٤)
شغلهم هول المعاد عن الرقاد ، فعاملوا الحق بالتعظيم والإجلال.
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) (٦٥)
أي مهلكا ، فإن الغريم هو الذي لزمه الدين ، وبه سمي غريما ، ومقلوبه أيضا الرغام ، وهو اللصوق بالتراب ، فإن الرغام التراب ، يقال : رغم أنفه ؛ إذ كان الأنف محل العزة قوبل بالرغام في الدعاء ، فألصقوه بالتراب ، فيكون الغرام حكمه في المغرم من المقلوب ، فهو موصوف بالذلة ، لأن التراب أذل الأذلاء.
(إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (٦٦) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (٦٧)
(وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا) أي لم يوسعوا ما يخرج عن الحاجة (وَلَمْ يَقْتُرُوا) لم ينقصوا مما تمس إليه الحاجة (وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) وهو العدل في الإنفاق ، فضمروا بطونهم بالصيام للسباق في حلبة النجاة.
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (٦٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٠)