(١٨) سورة الكهف مكيّة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) (١)
القرآن له الاعتدال فلم يكن فيه عوج ولا تحريف ، ولما كان له الاعتدال الذي هو حفظ بقاء الوجود على الموجود كان له الديمومية والبقاء.
(قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (٢) ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (٣) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً (٤) ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً (٥) فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (٦)
ما أحد أكشف للأمور وأشهد للحقائق وأعلم بالطرق إلى الله من الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ومع هذا ما سلموا من الشؤون الإلهية ، فعرضت لهم الأمور المؤلمة النفسية من رد الدعوة في وجهه ، وما يسمعه في الحق تعالى مما نزّه جلاله عنه ، وفي الحق الذي جاء به ، فقال تعالى لرسوله صلىاللهعليهوسلم (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً).
(إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (٧)
ـ إشارة ـ ما تنعمت الأبصار في أحسن من زهرة الروض ، وأحسن زينة على الأرض رجال الله ، فاجعلهم منتزهك حتى تكون منهم.