وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٠) ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٤١)
(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ) من خسف وغير ذلك وقحط ووباء وقتل وأسر (وَالْبَحْرِ) وكذلك في البحر مثل هذا مع غرق وتجرع غصص لزعزع ريح متلفة (بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) أي بما عملوا «لنذيقهم بعض الذي عملوا» وهو عين الجزاء وهو في الدنيا ، فيوم الدنيا أيضا هو يوم الدين أي الجزاء ، لما فيه من إقامة الحدود لذلك قال تعالى : «لنذيقهم بعض الذي عملوا» وهو عين الجزاء ، وهو أحسن في حق العبد المذنب من جزاء الآخرة ، لأن جزاء الدنيا مذكّر وهو يوم عمل ، والآخرة ليست كذلك ، ولهذا قال في الدنيا (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) يعني إلى الله بالتوبة ، فيوم الجزاء أيضا يوم الدنيا كما هو يوم الآخرة ، وهو في الدنيا أنفع ، فما ابتليت البرية وهي برية ، إنما هو جزاء ، ما هو ابتداء.
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٤٥) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (٤٧)