ما زلت أسهر باكيا |
|
حتى بكاني مضجعي |
شهدت بذلك زفرتي |
|
وسنا النجوم الطلّع |
قوله : «وتسرعي بتشرعي» أي إنك ناديتني بالإسراع فيما شرعت ، وقد فعلته ، فهو أيضا من شهودي على صدق دعواي ، وقوله : «حتى بكاني مضجعي» أي ومن الشهود مضجعي حيث تجافى جنبي عنه ، فكنت ممن قيل فيهم في معرض الثناء الإلهي (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ).
(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٧) أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١٨)
(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ) فنكّر ونفى العلم (ما أُخْفِيَ لَهُمْ) أي هؤلاء الذين بهذه المثابة (مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) يعني فيها ، فعلمنا على الإجمال أنه أمر مشاهد ، لكونه قرنه بالأعين ولم يقرنه بالأذن ولا بشيء من الإدراكات ، فتقر أعينهم بما شاهدوه ، فيعلمون ما أخفي لهم فيهم مما تقر به أعينهم ، ومتعلق الرؤية إدراك عين المرئي ـ تفسير من باب الإشارة ـ قال تعالى في صلاة الليل (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) يعني فيها ، قال صلىاللهعليهوسلم : [وجعلت قرة عيني في الصلاة] لأنه مناج ربه من حيث ما هو مصل ، وجليس من حيث ما هو ذاكر.
ما قرة العين غير عيني |
|
فبيني كان الهوى وبيني |
والله لو لا وجود كوني |
|
ما لاح عيني لغير عيني |
فكونه ما رأيت فيه |
|
أكمل من صورتي وكوني |
بالبين أوصلت كل بين |
|
فقام شكر البين بيني |
قد أحسن الله في وجودي |
|
عند أداء الفروض عوني |
أشهدني فيه علم ذاتي |
|
في هذه الدار قبل حيني |
لا فرّق الله يا حبيبي |
|
ما بين أنفاسه وبيني |
(أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٩)