زوجات النبي اللاتي كان يساوي بينهن في القسمة أربع : عائشة وحفصة وأم سلمة وزينت بنت جحش.
(لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) (٥٢)
نزلت هذه الآية جبرا لأزواج رسول الله صلىاللهعليهوسلم وإيثارا لهن ومراعاتهن بعد أن خيّرهن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاختاروه ، وكانت هذه الآية. من أشق آية نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم لقوله صلىاللهعليهوسلم : [حبب إليّ من دنياكم ثلاث : النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة] فأبقى عليه تعالى رحمة به لما جعل في قلبه من حب النساء ملك اليمين ، وقوله تعالى : (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ) تقوية للحكم بتحريم ذلك عليه ، قالت عائشة [ما كان الله ليعذب قلب نبيه صلىاللهعليهوسلم ، والله ما مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أحلّ له النساء] (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) جواريه صلىاللهعليهوسلم : مارية بنت شمعون القبطية ، ولدت له سيدنا إبراهيم عليهالسلام ، وريحانة بنت زيد من بني قريظة من بني النضير. (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) ـ الوجه الأول ـ هو معنى قوله تعالى (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما) أي العالم الأعلى والأسفل ، فلا يزال الحق مراقبا لعالم الأجسام والجواهر العلوية والسفلية ، كلما انعدم منها عرض به وجوده خلق في ذلك الزمان عرضا مثله أو ضده يحفظه به من العدم في كل زمان ، فهو خلّاق على الدوام ، والعالم مفتقر إليه تعالى على الدوام افتقارا ذاتيا ، من عالم الأعراض والجواهر ، وهذه مراقبة الحق خلقه لحفظ الوجود عليه ، وهذه هي الشؤون التي عبر عنها في كتابه أنه كل يوم في شأن ، ولا يشغله شأن عن شأن ـ الوجه الثاني ـ ومراقبة أخرى للحق في عباده ، وهي نظره إليهم فيما كلفهم من أوامره ونواهيه ورسم لهم من حدوده ، وهذه مراقبة كبرياء ووعيد ، فمنهم من وكل به من يحصي عليهم جميع ما يفعلونه ، مثل قوله : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ومثل قوله : (كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) وقوله : (سَنَكْتُبُ ما قالُوا) (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) فهو سبحانه لا يغفل عن حالات عبده في حركاته وسكناته ، ولا يشغله عن مراقبته شيء ،