ـ صورة الشاكي ـ ليدفعوا عنه ذلك الأذى ، فيكون لهم من الله أعظم الجزاء ، فلا أرفع ممن يدفع عن الله أذى (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) أي أبعدهم ، واللعنة البعد ، وسببه وقوع الأذى منهم ، فوجبت عليهم اللعنة (وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) لو كان الأمر كما يتوهمه من لا علم له من عدم مبالاة الحق بأهل الشقاء ، ما وقع الأخذ بالجرائم ، ولا وصف الله نفسه بالغضب ، ولا كان البطش الشديد ، فهذا كله من المبالاة والتهمم بالمأخوذ ، إذ لو لم يكن له قدر ما عذب ولا استعدّ له ، وقد قال في أهل الشقاء : (وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً).
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (٥٨) البهت أعظم من الجور.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥٩)
العورة في المرأة السوأتان فقط ، كما قال تعالى : (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) فسوّى بين آدم وحواء في ستر السوأتين وهما العورتان ، وإن أمرت المرأة بالستر فهو مذهبنا ، لا من كونها عورة وإنما ذلك حكم مشروع ورد بالستر ، ولا يلزم أن يستر الشيء لكونه عورة. أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم : منهن خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، ماتت قبل الهجرة ، وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، ومنهن حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، ومنهن أم سلمة واسمها هند بنت أمية بن المغيرة ابن عبد الله ابن مخزوم ، وهي آخر من مات من أزواجه بعده ، ومنهن سودة بنت زمعة ابن عبد شمس بن عبد ودّ بن نضر بن مالك بن جابر بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر ، ومنهم أم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان بن الحارث بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب ، ومنهن زينت بنت جحش بن رباب بن أسد بن خزيمة ، وأمها عمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم بنت عبد المطلب ، وهي أول من مات من أزواجه بعده ، وهي أول من