(رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (٦٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) (٦٩)
كانت براءة موسى بفرار الحجر بثوب موسى عليهالسلام حتى بدت لقومه سوأته ، ليعلموا كذبهم فيما نسبوه إليه ، أترى فرار الحجر هل كان عن غير أمر الله إياه بذلك؟ بل كان بوحي من الله (فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ) لهذه البراءة (وَجِيهاً).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (٧٠)
يا رب وهل لمخلوق حول أو قوة إلا بك؟ وأي قول لنا إلا ما تقولنا؟ فاجعل نطقنا ذكرك ، وقولنا تلاوة كتابك ، وهنا أمر الله عباده المؤمنين أن يقولوا عند الشهود بنور الإيمان : لا فاعل إلا الله ؛ فقالوا قولا سديدا ، فإذا قالوه أصلح لهم أعمالهم وغفر لهم ذنوبهم ، فقال تعالى :.
(يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً) (٧١)
فالسعيد من حال الله بينه وبين ربوبيته ، وأقامه عبدا في جميع أحيانه ، يخاف ويرجو إيمانا ، ولا يخاف ولا يرجى عيانا.
إنما العبد من يخاف ويرجو |
|
ليس بالعبد من يخاف ويرجى |
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٧٢)