قائمة الکتاب
سورة مريم
سورة طه
سورة الأنبياء
سورة الحج
سورة المؤمنون
سورة النور
سورة الفرقان
سورة الشعراء
سورة النمل
سورة القصص
سورة العنكبوت
سورة الروم
سورة لقمان
سورة السجدة
سورة الأحزاب
سورة سبأ
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) الآية ـ شمول الرسالة المحمدية من آدم عليهالسلام إلى
سورة فاطر
سورة يس
سورة الصافات
سورة ص
سورة الزمر
البحث
البحث في رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن
إعدادات
رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن [ ج ٣ ]
![رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن [ ج ٣ ] رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F4257_rahmate-men-alrahman-03%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن [ ج ٣ ]
تحمیل
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) ، وأي أمانة أعظم من النيابة عن الحق في عباده ، فلا يصرفهم إلا بالحق ، فلا بد من الحضور الدائم ومن مراقبة التصريف (عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ) كان عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال بوحي يناسبها ، مثل قوله تعالى : (وأوحى في كل سماء أمرها) (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) لأنها كانت عرضا لا أمرا ، فلهذا أبت السموات والأرض القبول ، لعلمها أنها تقع في الخطر ، فلا تدري ما يؤول إليها أمرها في ذلك ، وأبين أن يحملنها من أجل الذم الذي كان من الله لمن حملها ، وهو أن الله وصف حاملها بالظلم والجهل ببنية المبالغة ، فإن حاملها ظلوم لنفسه ، جهول بقدر الأمانة (وَأَشْفَقْنَ مِنْها) أي خفن أن لا يقمن بحقها ، فاستبر أن لأنفسهن ، فهل ترى إباية السموات والأرض والجبال عن حمل الأمانة وإشفاقهن منها ، عن غير علم بقدر الأمانة وما يؤول إليه أمر من حملها فلم يحفظ حق الله فيها؟ وعلمهم بالفرق بين العرض والأمر ، فلما كان عرض تخيير احتاطوا لأنفسهم وطلبوا السلامة ، ولما أمرهم الحق تعالى بالإتيان فقال للسموات والأرض (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) طاعة لأمر الله ، وحذرا أن يؤتى بهما على كره ، أترى إباية من ذكر الله لجهلها؟ لا والله ، بل الحمل للأمانة كان لمجرد الجهل من الحامل ، وهل نعت الله بالجهل على المبالغة فيه والظلم لنفسه فيها لغيره إلا الحامل لها وهو الإنسان ، فعلمت الأرض ومن ذكر قدر الأمانة وأن حاملها على خطر ، فإنه ليس على يقين من الله أن يوفقه لأدائها إلى أهلها ، وعلمت مراد الله بالعرض أنه يريد ميزان العقل ، فكان عقل الأرض والجبال والسماء أوفر من عقل الإنسان ، حيث لم يدخلوا أنفسهم فيما لم يوجب الله عليهم ، فإن طلب حمل الأمانة كان عرضا لا أمرا ، وجعل بعض علماء الرسوم هذه الإباية والإشفاق حالا لا حقيقة ، وكذلك قوله عنهما (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) قول حال لا خطاب ، وهذا كله ليس بصحيح ، ولا مراد في هذه الآيات ، بل الأمر على ظاهره كما ورد ، وهكذا يدركه أهل الكشف (وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ) عرضا أيضا لما وجد في نفسه من قوة الصورة التي خلق عليها ، لأنه لما خلق الله آدم على صورته أطلق عليه جميع أسمائه الحسنى ، وبقوتها حمل الأمانة المعروضة ، وما أعطته هذه الحقيقة أن يردها كما أبت السموات والأرض والجبال حملها (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) ـ الوجه الأول ـ (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً) لو لم يحملها (جَهُولاً) لأن العلم بالله عين الجهل به ، فالعجز عن درك الإدراك إدراك