تَحْوِيلاً (٤٣) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً (٤٤) وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً) (٤٥)
(٣٦) سورة يس مكيّة
سورة يس من القرآن قلب القرآن ، ومن قرأها كان كمن قرأ القرآن عشر مرات ، فهي تقوم مقام القرآن عشر مرات.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(يس) (١)
نداء مرخم ، أراد يا سيد ، فرخّم ، كما قال : يا أبا هر يا أبا هريرة ، فأثبت له السيادة بهذا الاسم ، وجعله مرخما للتسليم الذي تطلبه الرحمة ، والقطع مما بقي منه في الغيب الذي لا يمكن خروجه ، فصورته في الغيب صورة الظل في الشخص الذي امتد عنه الظل ، ألا ترى الشخص إذا امتد له ظل في الأرض ، أليس له ظل في ذات الشخص الذي يقابله ذلك الظل الممتد؟ فذلك الظل القائم بذات الشخص المقابل للظل الممتد ، ذلك هو الأمر الذي بقي من الإنسان ، الذي هو ظل الله الممدود في الغيب ، لا يمكن خروجه أبدا ، وهو باطن الظل الممتد ، والظل الممدود هو الظاهر ، فلا غيب أكمل من غيب الإنسان الكامل الذي هو ظل الله في كل ما سوى الله ، فأظهره من النفس الرحماني الخارج من قلب القرآن سورة