(وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ (٤٥) إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ) (٤٧)
المصطفون من بين الخلائق باجتبائه (الْأَخْيارِ) وهم الذين تولاهم الله بالخيرة قال تعالى : (أُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ) جمع خيرة وهي الفاضلة من كل شيء ، والفضل يقتضي الزيادة على ما يقع فيه الاشتراك مما لا يشترك فيه من ليس من ذلك الجنس. فالأخيار كل من زاد على جميع الأجناس بأمر لا يوجد في غير جنسه ، من العلم بالله على طريق خاص لا يحصل إلا لأهل ذلك الجنس ، ثم في هذا الجنس العالم بهذا العلم الخاص الذي به سموا أخيارا منهم من أعطي الإفصاح عما علمه ، ومنهم من لم يعط الإفصاح عما علمه في نفسه ، فالذي أعطي الإفصاح أخير ممن هو دونه ، وهو المستحق بهذا الاسم ، فإن الخير بالكسر الكلام ، يقال : في فلان كرم وخير ، أي كرم وفصاحة ، فإذا أعطي الفصاحة عما عنده اهتدى به من سمع منه فكانت المنفعة به أتم ، فكان أفضل من غيره ، ولهذا ورد في أوصاف المرسلين ، لأن الرسول لا بد أن يكون مؤيدا بالنطق ، ليبين لمن أرسل إليه ما أرسل به إليه ، فهم الأخيار أصحاب هذه الفضيلة.
(وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ (٤٨) هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (٥٢) هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (٥٤) هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨) هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ