مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) (٦٢)
يقول أهل النار هذا القول عند ما لا يرون من كانوا يعدونهم من الأشرار ، وهو من دخل النار من أمة محمد صلىاللهعليهوسلم التي بعث إليها في مشارق الأرض ومغاربها ، فلا تخلد أمة محمد صلىاللهعليهوسلم في النار ، فلا يبقى في النار موحد ممن بعث إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (٦٣) إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) (٦٤)
فوصفهم بالمخاصمة وهي المشاجرة ، ومنها (قالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ) و (قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ) وغير ذلك مما ورد في القرآن ، وذلك الخصام هو نفس عذابهم في تلك الحال.
(قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ) (٦٥)
(وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ الْواحِدُ) في ألوهيته (الْقَهَّارُ) للمنازعين له في ألوهيته من عباده ، والمزاحمين له في أفعاله ، والقهار لمن نازعه من عباده بجهالة ولم يتب.
(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ) (٦٩)
الخلاف فيما علا عن رتبة المولد من الأركان أقل وإن كان لا يخلو ، ألا ترى إلى الملأ الأعلى كيف يختصمون؟ وما كان لرسول الله صلىاللهعليهوسلم علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون حتى أعلمه الله بذلك ، فقال تعالى مخبرا عن نبيه صلىاللهعليهوسلم (ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ) وقال النبي صلىاللهعليهوسلم : [إن اختصام الملأ الأعلى في الكفارات ، ونقل الأقدام إلى