وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (٨٠) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) (٨٥)
معلوم أنه لا يحشر إلى شيء من كان عند ذلك الشيء ، ولا يحشر الرحمن إليه إلا من ليس عنده من حيث هذا الاسم الخاص ، وهو عنده من حيث حكم اسم آخر غير هذا الاسم ، فالعين التي تحشر منها هي العين التي تحشر إليها وبعينها ما وصفت به ، فانظر أي اسم يكون مشهود المتقي فما تجده الرحمن ، وإن كان معه في حال إتقائه ، ولكن تحشر إليه لينفرد بك دون أن يكون لاسم آخر تصرف فيك ، والمتقي هو الحذر الخائف الوجل ، ولا يكون أحد يشهد الرحمن الرحيم الرؤوف ويتقيه ، وإنما مشهود المتقي السريع الحساب الشديد العقاب المتكبر الجبار ، لأن الاتقاء والخوف من حكم المتقى منه ، فكان المتقي في حكم أمثال هذه الأسماء الإلهية فيتقي ويخاف ، لأن المتقي ما هو جليس الرحمن ، إنما هو جليس الجبار المريد العظيم المتكبر فيتقي سطوته ، والاسم الرحمن ماله سطوة من كونه الرحمن ، إنما الرحمن يعطي اللين والعطف والعفو والمغفرة ، فإن الرحمن لا يتّقى ، بل هو محل موضع الطمع والإدلال والأنس ، فلذلك يحشر إليه من الاسم الجبار الذي يعطي السطوة والهيبة ، فإنه جليس المتقين في الدنيا مع كونهم متقين ، فالمتقي جليس الاسم الإلهي الذي يقع منه الخوف في قلوب العباد ، فسمي جليسه متقيا منه ، فيحشره الله من هذا الاسم إلى الاسم الإلهي الذي يعطيه الأمان مما كان خائفا منه ، وهو الرحمن ، فقال (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) أي يأمنون مما كانوا يخافون منه ، قال صلىاللهعليهوسلم في حديث الشفاعة