لذاب في عينه لعظيم ما جاءه ، فانظر ما اكثف حجاب من اعتقد أن لله ولدا وما أشد عماه عن الحقائق.
(وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) (٩٣)
يعني يوم القيامة ، والعبودة حال يستصحب العبد في الدنيا والآخرة فإنها حقيقة تطلبه ، فالعبد ثابت الوجود في عبوديته ، دائم الحكم في ذلك ، لأن العبودة نعت ثابت لا يرتفع عن الكون ، فإذا أضفت الخلق إلى الله تعالى فكل ما سوى الله عبد لله ، فالعبادة حال ذاتي للإنسان لا يصح أن يكون لها أجر مخلوق ، لأنها ليست بمخلوقة أصلا ، فالأعيان من كل ما سوى الله مخلوقة موجودة حادثة ، والعبادة فيها ليست بمخلوقة ، فإنها لهذه الأعيان أعني أعيان العالم في حال عدمه وفي حال وجوده ، وبها صح أن يقبل أمر الله بالتكوين من غير تثبط ، فحكم العبادة للممكن في حال عدمه أمكن فيه منها في حال وجوده ، إذ لا بد له في حال وجوده واستحكام رأيه ونظره لنفسه واستقلاله من دعوى في سيادة بوجه ما ، ولو كان ما كان ، فينقص له من حكم عبادته بقدر ما ادعاه من السيادة.
(لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً (٩٥) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (٩٦)
الود هو ثبات الحب ، أي سيجعل لهم الرحمن ثباتا في المحبة عند الله وفي قلوب عباده.
(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (٩٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) (٩٨)