ولذا سميت مننا ، وليس للعباد أن يمتنوا لأن النعم ليست إلا لمن خلقها ، فلهذا كان المن من الله محمودا ، لأنه ينبه عباده بما أنعم عليهم ليرجعوا إليه ، وكان مذموما من العباد لأنه كذب محض.
(إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (١٨)
(٥٠) سورة ق مكيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (١)
قيد وصف القرآن في هذه الآية بصفة المجد ، وذلك ينكشف لمن يتلو القرآن بهذه الصفة ، فيرى شرف نفسه المخلوقة على الصورة ، وما فضله الله به من حيث إنه جعله العين المقصودة ، ووسع قلبه حتى وسع علما بما تجلى له ، وكشف له عن منزلته عنده ، وقبوله لزيادة العلم به دائما ، وتأهله للترقي في ذلك إلى غير نهاية دنيا وآخرة ، وما سخر في حقه مما في السموات وما في الأرض جميعا ، ونظر إلى نظر كل جزء من العالم إليه بعين التعظيم والشفوف عليه ، ورأى كل العالم في خدمته.
(بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (٣) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (٤) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ (٥) أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) (٦)