(وَأَنتُمْ سَامِدُونَ) (٦١)
لاهون وفي القرآن هذا كله!! ـ سامد لغة حميرية يقولون : اسمد لنا أي غن لنا ، في وقت حصادهم لينشطوا للعمل ، وكانت العرب إذا سمعت القرآن غنت حتى لا تسمع القرآن ، وكانوا يقولون ما أخبر الله عنهم : (لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) فما لكم عنه معرضون وموطن الدنيا موطن حذر؟ ولا سيما والموت فيكم رائح وغاد مع الأنفاس ، ولا تتفكرون إلى أين تصيرون؟ وإلى أين تسافرون؟ وأين تحطون؟ فإن كنتم أهل غناء فتغنوا بالقرآن ، فهو أولى بكم ورد في الخبر : [ما أذن الله لنبي كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن] يقول : ما استمع كاستماعه ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [ليس منا من لم يتغن بالقرآن] فجعل التغني به من السنة.
(فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) (٦٢)
فأمر بالسجود والذلة والمسكنة ، وهذه السجدة فيها خلاف ، وهي سجدة الطرب واللهو ، تنبيه للغافلين عن الله.
(٥٤) سورة القمر مكيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (١)
ورد في الخبر عن الصاحب أن القمر انشق على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند سؤال طائفة من العرب أن يكون لهم آية على صدقه ، فانشق ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اشهدوا. وقال تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) فلا يدرى هل أراد الانشقاق الذي وقع فيه السؤال؟ وهو الظاهر من الآية فإنه أعقب الانشقاق بقوله :
(وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) (٢)