قائمة الکتاب
سورة فصلت
سورة الزخرف
سورة الدخان
سورة الجاثية
سورة الأحقاف
سورة محمد
سورة الفتح
سورة الحجرات
سورة ق
سورة الذاريات
سورة الطور
سورة النجم
سورة القمر
سورة الرحمن
تشكل العالم الروحاني وكيفية تقييده
٢٤٤سورة الواقعة
سورة الحديد
سورة المجادلة
سورة الحشر
سورة الممتحنة
سورة الصف
سورة الجمعة
سورة المنافقون
سورة التغابن
سورة الطلاق
سورة التحريم
سورة الملك
سورة القلم
سورة الحاقة
سورة المعارج
سورة نوح
سورة الجن
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة القيامة
سورة الإنسان
سورة المرسلات
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة عبس
سورة التكوير
سورة الانفطار
سورة المطففين
سورة الانشقاق
سورة البروج
سورة الطارق
سورة الأعلى
سورة الغاشية
سورة الفجر
سورة البلد
سورة الشمس
سورة الليل
سورة الضحى
سورة الشرح
سورة التين
سورة العلق
سورة القدر
سورة البينة
سورة الزلزلة
سورة العاديات
سورة القارعة
سورة التكاثر
سورة العصر
سورة الهمزة
سورة الفيل
سورة القريش
سورة الماعون
سورة الكوثر
سورة الكافرون
سورة النصر
سورة المسد
سورة الإخلاص
سورة الفلق
سورة الناس
البحث
البحث في رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن
إعدادات
رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن [ ج ٤ ]
![رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن [ ج ٤ ] رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F4258_rahmate-men-alrahman-04%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن [ ج ٤ ]
تحمیل
كل واحد من الشخصين بذلك التداخل ، ويكون ما يلقونه كلقاح النخلة بمجرد الرائحة كغذائهم سواء ، وهم قبائل وعشائر ، وتقع بينهم حروب عظيمة ، وبعض الزوابع قد يكون عين حربهم ، وما كل زوبعة حربهم ، وهذا العالم الروحاني إذا تشكل وظهر في صورة حسية يقيده البصر ، بحيث لا يقدر أن يخرج عن تلك الصورة ما دام البصر ينظر إليه بالخاصية ، ولكن من الإنسان ، فإذا قيده ولم يبرح ينظر إليه ، وليس له موضع يتوارى فيه ، أظهر له الروحاني صورة جعلها عليه كالستر ، ثم يخيل له مشي تلك الصورة إلى جهة مخصوصة ، فيتبعها بصره ، فإذا تبعها بصره خرج الروحاني عن تقييده ، فغاب عنه ، وبمغيبه تزول تلك الصورة عن نظر الناظر الذي أتبعها بصره ، فإنها للروحاني كالنور مع السراج المنتشر في الزوايا نوره ، فإذا غاب جسم السراج فقد ذلك النور ، فهكذا هذه الصورة ، فمن يعرف هذا ويحب تقييده لا يتبع الصورة بصره ، وليست الصورة غير الروحاني بل هي عينه ، ولو كانت في ألف مكان أو في كل مكان ومختلفة الأشكال ، وإذا اتفق قتل صورة من تلك الصور وماتت في ظاهر الأمر ، انتقل ذلك الروحاني من الحياة الدنيا إلى البرزخ ، كما ننتقل نحن بالموت ، ولا يبقى له في عالم الدنيا حديث ، مثلنا سواء ، وتسمى تلك الصورة المحسوسة التي تظهر فيها الروحانيات أجسادا ، وهو قوله تعالى : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) والفرق بين الجان والملائكة وإن اشتركوا في الروحانية ، أن الجان غذاؤهم ما تحمله الأجسام الطبيعية من المطاعم ، والملائكة ليست كذلك ، وأعطى الاسم اللطيف الجان أن يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ولا يشعر به ، وأورثت اللطافة الجان الاستتار عن أعين الناس ، فلا تدركهم الأبصار إلا إذا تجسدوا ، قال تعالى : (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) ، ولما تمت نشأة الموجود الأول من الجان واستقامت بنيته ، توجه الروح من عالم الأمر فنفخ في تلك الصورة روحا ، سرت فيها بوجودها الحياة ، فقام ناطقا بالحمد والثناء لمن أوجده جبلة جبل عليها ، وفي نفسه عزة وعظمة لا يعرف سببها ، ولا على من يعتز بها ، إذ لم يكن ثمّ مخلوق آخر من عالم الطبائع سواه ، فبقي عابدا لربه ، مصرا على عزته ، متواضعا لربوبية موجده بما يعرض له مما هو عليه في نشأته ، إلى أن خلق آدم ، فلما رأى الجان صورته ، غلب على واحد منهم اسمه الحارث بغض تلك النشأة ، وتجهم وجهه لرؤية تلك الصورة الآدمية ، فظهر ذلك منه لجنسه ، فعتبوه لذلك لما رأوه عليه من الغم