ـ إشارة ـ (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) المنكر الشريك الذي أثبته المشركون بجعلهم فلم يقبله التوحيد الإلهي ، وأنكره فصار منكرا من القول وزورا ، فلم يكن ثمّ شريك له عين أصلا ، بل هو لفظ ظهر تحته العدم المحض ، فلا عين للشريك إذ لا شريك في العالم عينا وإن وجد قولا ولفظا.
(وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٣)
المظاهر تلزمه الكفارة قبل الوطء.
(فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (٤)
ـ إشارة واعتبار ـ عتق الرقبة من الرق إما أن يكون مطلقا أو مقيدا ، فالعتق من الرق مطلقا هو أن يقيم نفسه في حال كون الحق عينه في قواه وجوارحه التي بها تميز عن غيره من الأنواع بالصورة والحد ، وإذا كان في هذا الحال وكان هذا نعته ، كان سيدا وزالت عبوديته مطلقا ، لأن العبودية هنا راحت إذ لا يكون الشيء عبد نفسه ، وأما إذا كان العبد مقيدا فهو أن يعتق نفسه من رق الكون ، فيكون حرا عن الغير ، عبدا لله ، فإن عبوديتنا لله يستحيل رفعها وعتقها ، لأنّها صفة ذاتية له ، واستحال العتق منها في هذه الحال لا في الحال الأول ، وأما اعتبار الإطعام في الكفارة ، فالطعام سبب في حفظ الحياة على متناوله ، فهو في الإطعام متخلق بالاسم المحيي لما أمات بما فعله ، وأما صوم شهرين في الاعتبار ، فالشهر عبارة في المحمديين عن استيفاء سير القمر في المنازل المقدرة ، وذلك سير النفس في المنازل الإلهية ، فالشهر الواحد يسير فيها بنفسه ليثبت ربوبية خالقه عليه عند نفسه ، والشهر الآخر يسير فيه بربه من باب أن الحق جميع قواه وجوارحه ، فإنه بقواه قطع هذه المنازل.