الذي كان لباسه في عبادته في الدنيا على الكافر يوم القيامة ، فذلك يوم التغابن حيث يرى الإنسان صفة عزه وسروره وفرحه على غيره ، ويرى ذل غيره وغمه وحزنه على نفسه.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٠) مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٢) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (١٣)
هذا هو التوحيد الخامس والثلاثون في القرآن ، وهو توحيد الرزايا والرجوع فيها إلى الله ، ليزول عنه ألمها إذ رأى ما أصيب فيه قد حصل بيد من يحفظ عليه وجوده ، ولهذا أثنى الله على من يقول إذا أصابته مصيبة (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) فهم لله في حالهم ، وهم إليه راجعون عند مفارقة الحال ، فمن حفظ عليه وجوده ، وحفظ عليه ما ذهب عنه ، وكان ما حصل عنده أمانة إلى وقتها ، فما أصيب ولا رزىء. فتوحيد الرزايا أنفع دواء يستعمل ، ولذلك أخبر بما لهم منه تعالى في ذلك فقال (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (١٤)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) ومنهم الولد العاق ، لا يزال يطرد أباه ويهججه ليلا ونهارا على قدر ما يقدر عليه.