(٦٧) سورة الملك مكيّة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ورد أن هذه السورة تجادل عن قارئها في قبره.
تبارك ملك الملك جل جلاله |
|
وعز فلم يدرك بفكر ولا ذكر |
تعالى عن الأمثال علو مكانة |
|
تبارك حتى ضمه القلب في صدري |
ولم أدر ما هذا ولا ينجلي لنا |
|
مقالته فيه وبالشفع والوتر |
عرفناه لما أن تلونا كتابه |
|
فللجهر ذاك الوتر والشفع للستر |
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١)
(تَبارَكَ) أي البركة والزيادة لله (الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الملك والملكوت لهما الاسم الظاهر والباطن ، وهو عالم الغيب وعالم الشهادة ، وعالم الخلق وعالم الأمر ، وهو الملك المقهور ، فإن لم يكن مقهورا تحت سلطان الملك فليس بملك ، ومن كان باختيار ملكه لا باختيار نفسه في تصرفه فيه فليس ذلك بملك ولا ملك ، فالملك المجبور تحت سلطان الملك ، فإذا نفذ أمره في ظاهر ملكه وفي باطنه فذلك الملكوت ، وإن اقتصر في النفوذ على الظاهر وليس له على الباطن سبيل فذلك الملك ، وقد ظهرت هاتان الصفتان بوجود المؤمن والمنافق في اتباع الرسل صلوات الله عليهم ، فمنهم من اتبعه في ظاهره وباطنه وهو المؤمن المسلم ، ومنهم من اتبعه في ظاهره لا في باطنه وذلك المنافق ، ومنهم من اتبعه في باطنه لا في ظاهره فذلك المؤمن العاصي وهو تعالى على كل شيء قدير.
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (٢)
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) الحياة لعين الجوهر ، والموت لتبدل الصور ، كل ذلك (لِيَبْلُوَكُمْ) أي ليختبركم ، فجعل ليبلوكم إلى جانب الحياة ، فإن الميت لا يختبر (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) الوجه الأول : أي ليختبركم بالتكليف ، وهو الابتلاء لما عليه الإنسان من الدعوى ،