(فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١٥) وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) (١٦)
إذا زال الإنسان الكامل الذي هو العمد الذي من أجله أمسك الله السماء أن تقع على الأرض وانتقل إلى البرزخ هوت السماء ، وهو قوله تعالى : (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) أي واقعة ساقطة إلى الأرض ، والسماء جسم شفاف صلب ، فإذا هوت حلل جسمها حر النار ، فعادت دخانا أحمر كالدهان السائل ، مثل شعلة نار كما كانت أول مرة.
(وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) (١٧)
تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية ثم قال : [وهم اليوم أربعة] وأما قوله (يَوْمَئِذٍ) يعني يوم الآخرة ، كذا ورد الخبر ، وغدا يكونون ثمانية ، فإن الآخرة فيها حكم الدنيا والآخرة ، فلذلك تكون غدا ثمانية فيظهر في الآخرة حكم سلطان الآخر ، واعلم أن العرش في لسان العرب يطلق ويراد به الملك ، يقال : ثل عرش الملك إذا دخل في ملكه خلل ، ويطلق ويراد به السرير ، فإذا كان العرش عبارة عن الملك فتكون حملته هم القائمون به ، وإذا كان العرش السرير فتكون حملته ما يقوم عليه من القوائم ، أو من يحمله على كواهلهم ، والعدد يدخل في حملة العرش.
العرش والله بالرحمن محمول |
|
وحاملوه وهذا القول معقول |
وأي حول لمخلوق ومقدرة |
|
لولاه جاء به عقل وتنزيل |
جسم وروح وأقوات ومرتبة |
|
ما ثمّ غير الذي رتبت تفصيل |
فهذا هو العرش إن حققت سورته |
|
والمستوي باسمه الرحمن مأمول |
وهم ثمانية والله يعلمهم |
|
واليوم أربعة ما فيه تعليل |
محمد ثم رضوان ومالكهم |
|
وآدم وخليل ثم جبريل |
وألحق بميكال إسرافيل ليس هنا |
|
سوى ثمانية غرّ بها ليل |
فالعرش بمعنى الملك ، وحملته القائمون بتدبيره عبارة عن : صورة عنصرية ، أو صورة نورية ، وروح مدبر لصورة عنصرية ، وروح مدبر مسخر لصورة نورية ، وغذاء لصورة عنصرية ، وغذاء علوم ومعارف لأرواح ، ومرتبة حسية من سعادة بدخول الجنة أو مرتبة