(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) (٢٤)
يعني الماضية ، أيام الصوم في الدنيا في زمان التكليف.
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ) (٢٥)
وهو المنافق فإن الكافر لا كتاب له ـ وجه آخر ـ هو الكافر والمنافق يؤتى كتابه وراء ظهره.
(وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (٢٦) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (٢٧) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (٢٩) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (٣٢) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ) (٣٣)
معناه لا يصدق بالله ، والذين لا يصدقون بالله هم طائفتان : طائفة لا تصدق بوجود الله وهم المعطلة وطائفة لا تصدق بتوحيد الله وهم المشركون ، وقوله (الْعَظِيمِ) في هذه الآية يدخل فيها المتكبر على الله ، فإنه لو اعتقد عظمة الله التي يستحقها من تسمى بالله لم يتكبر عليه ، والمنافق ـ فإن الآية لم تتعرض للإسلام ـ فإن المنافق ينقاد ظاهرا ليحفظ ماله وأهله ودمه ، ويكون باطنه واحدا من هؤلاء الثلاثة ، وهؤلاء الطوائف الأربع المعطل والمشرك والمتكبر على الله والمنافق هم أهل النار الذين هم أهلها.
(وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (٣٥) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ) (٣٧)
فاعلم أن الله تعالى إذا نفخ في الصور ، وبعث ما في القبور ، وحشر الناس والوحوش ، وأخرجت الأرض أثقالها ، ولم يبق في بطنها سوى عينها ، إخراجا لا نباتا ، وهو الفرق بين