(ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا) (١٨)
(ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها) بالموت (وَيُخْرِجُكُمْ) منها (إِخْراجاً) بالبعث ، والفرق بين نشأة الدنيا الظاهرة وبين نشأة الآخرة الظاهرة ، أن الأولى أنبتنا فيها من الأرض ، فنبتنا نباتا ، كما ينبت النبات على التدريج وقبول الزيادة في الجرم طولا وعرضا ، ونشأة الآخرة إخراج من الأرض على الصورة التي يشاء الحق أن يخرجنا عليها ، ولذلك علّق المشيئة بنشر الصورة التي أعادها في الأرض ، الموصوفة بأنها تنبت ، فتنبت على غير مثال ، لأنه ليس في الصور صورة تشبهها ، فكذلك نشأة الآخرة ، يظهرها الله على غير مثال صورة تقدمت تشبهها.
(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا) (١٩)
بسط الله الأرض ليستقر عليها من خلقت له مكانا.
(لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (٢٠) قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (٢١) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا) (٢٢)
روينا أن الله حين أنزل على نبيه صلىاللهعليهوسلم هذه الآية لم يعرف هذا اللحن الحاضرون ، ولا عرفوا معناه ، فبينما هم كذلك إذ أتى أعرابي قد أقبل غريبا ، فدخل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسلم عليه وقال : يا محمد إني رجل من كبّار قومي ؛ بضم الكاف وتشديد الباء ، فعلم الحاضرون أن هذه اللفظة نزلت بلحن ذلك العربي وأصحابه ، فعلموا معناها.
(وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (٢٤) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (٢٥) وَقَالَ نُوحٌ