فتضيع ، وقد اعتبر الشارع ذلك في السفر المحسوس في المرأة مع عبدها ، وجعله تنبيها لما ذكرناه ، فقال صلىاللهعليهوسلم [سفر المرأة مع عبدها ضيعة]
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا) (٤٣) فمنتهاها ربها.
(٨٠) سورة عبس مكيّة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
إن الأنبياء وإن شاهدوا أولياء الله في حال شهودهم للوجه الذي أرادوه من الله تعالى ، فإنهم من حيث أنهم أرسلوا لمصالح العباد لا يتقيدون بهم على الإطلاق ، وإنما يتقيدون بالمصالح التي بعثوا بسببها ، فوقتا يعتبون مع كونهم في مصلحة ، مثل هذه الآية ، آية الأعمى الذي نزل فيه : ـ
(عَبَسَ وَتَوَلَّى) (١)
وكان خباب بن الأرت وبلال وابن أم مكتوم وغيرهم من الأعبد والفقراء ، لما تكبر كبراء قريش وأهل الجاهلية عن أن يجمعهم عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم مجلس واحد ، وأجابهم إلى ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فيقول لسان الظاهر إن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يفعل لهم ذلك ليتألفهم على الإسلام ، لأن واحدا منهم كان إذا أسلم أسلم لإسلامه بشر كثير ، لكونه مطاعا في قومه ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما أعرض عن الأعمى الذي عتبه فيه الحق إلا حرصا وطمعا في إسلام من يسلم لإسلامه خلق كثير ، ومن يؤيد الله به الدين ، ولما كان من مكارم الأخلاق الإقبال على الفقراء والإعراض عن الأغنياء بالعرض ـ من جاه أو مال ـ ما عتب الله نبيه صلىاللهعليهوسلم