(وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) (٦)
أي أججت نارا ، من سجرت التنور إذا أوقدته ، ولهذا كان يقول ابن عمر إذا رأى البحر يقول : يا بحر متى تعود نارا ؛ وكان يكره الوضوء بماء البحر ويقول : التيمم أعجب إليّ منه.
(وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) (٧)
بأبدانها ، فإن النفس تحشر يوم القيامة على صورة علمها ، والجسم على صورة عمله.
(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (٩) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) (١٠)
النشر ضد الطي ، وبه يتبين الرشد من الغي.
(وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (١٤) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) (١٥)
الخنس هي الجواري الخمسة التي لها الإقبال والإدبار ، ولم يجعل الله معهن في هذا القسم الشمس والقمر وإن كانا من الجواري ولكنهما ليسا من الخنس.
(لْجَوَارِ الْكُنَّسِ) (١٦)
فهي الخنس الكنس السيارة ، تسير في المنازل التي قدرها الله للقمر وتنزلها لإيجاد الكائنات ، فيكون عند هذا السير ما يتكون من الأفعال في العالم العنصري بتقدير العزيز العليم ، والسيارة لا نزول لها ولا سكون في المنازل ، بل هي قاطعة أبدا ، ولما كان عين البروج المقدرة في الفلك الأطلس ليس لها علامة تعرف بها جعل لها المنازل علامة على تلك المقادير ، تقطع في هذا الفلك الأطلس الجواري الخنس الكنس ، فيعرف بالمنازل كم قطعت من ذلك