من الغضب في ذلك اليوم ، غير أنه سبحانه أتى باسم إلهي تكون الرحمة فيه أغلب ، وهو الاسم الرب ، فإنه من الإصلاح والتربية ، فتقوى ما في المالك والسيد من فضل الرحمة على ما فيه من صفة القهر ، فتسبق رحمته غضبه ويكثر التجاوز عن سيئات أكثر الناس ، ـ إشارة ـ قيام الناس يوم عرفه يذكرهم قيامهم يوم القيامة لرب العالمين.
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (٧)
كتاب أعمال الفجار لا تفتح له أبواب السماء ، ومحل وصولها فلك الأثير ، فتودع في سجين ، وفيه أصول السدرة التي هي شجرة الزقوم.
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ) (٨)
سجين من السجن ، فهناك تنتهي أعمال الفجار في أسفل سافلين.
(كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) (٩)
الأعين لا تكون ناظرة إلا إلى موضع كتابها ، فمن كان كتابه في عليين فنظره في عليين ، ومن كان كتابه في سجين فعينه مصروفة إلى سجين ، فالكتاب يقيده بالخاصية.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ) (١٠) ثم وصف تعالى أهل الجحيم فقال :
(الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) (١٢)
فوصفه بالإثم والاعتداء.
(إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣) كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (١٧)