الذي نبذته فيه في حياتك الدنيا ، فهو كتابهم المنزل عليهم لا كتاب الأعمال ، فإنه حين نبذه وراء ظهره ظن أنه لن يحور أي تيقن ـ الوجه الثاني ـ هم المنافقون ، يعطى المنافق كتابه بشماله من وراء ظهره يضرب به في صدره فينفذ إلى ظهره.
(فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (١١) وَيَصْلَى سَعِيرًا (١٢) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ) (١٤)
ظن أي تيقن ، قال الشاعر : فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ؛ أي تيقنوا ، ورد في الصحيح يقول الله له يوم القيامة [أظننت أنك ملاقي] (يَحُورَ) حار يحور وهو الرجوع.
(بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (١٥) فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ) (١٩)
فما ثمّ إلا تغير أحوال ، في أفعال وأقوال.
(فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٢١) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ) (٢١)
(وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ) الذي هو جامع صفات الله من التنزيه والتقديس (لا يَسْجُدُونَ) فهذه سجدة الجمع ، لأنه سجود عند القرآن ، فيسجد لمن له جميع صفات التنزيه ، وفي السجدة هنا خلاف ، وسجدها أبو هريرة خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (٢٤)
كل خبر يؤثر وروده في بشرة الإنسان الظاهرة فهو خبر بشرى ، فالبشرى لا تختص بالسعداء في الظاهر وإن كانت مختصة بالخير ، والكلام على هذه البشرى لغة وعرفا ، فأما البشرى من طريق العرف فالمفهوم منها الخير ولابد ، ولما كان هذا الشقي ينتظر البشرى