(وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (١٢) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) (١٤)
فليس جهول بالأمور كمن درى ، فألق سمعك واحضر بكلك ، عسى أن تكون من أهل التحصيل فتكون من المفلحين.
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا) (١٥)
الكيد من كاد يكيد ، أي كاد يقارب الحق ، فقال تعالى (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) أي يقاربون الحق فيما يظهر لكم ، وكاد من أفعال المقاربة ، تقول العرب : كاد العروس يكون أميرا ؛ أي قارب أن يكون أميرا ، وكاد أن يكون حقا لظهوره بصفة حق ، فقال تعالى :
(وَأَكِيدُ كَيْدًا (١٦) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) (١٧)
(٨٧) سورة الاعلى مكيّة
بسم الله الحمن الرحيم
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (١)
لأن صفة العلو لله تعالى فإنه رفيع الدرجات لذاته ، فإنه تعالى قال (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ) فقال تنزيها للاشتراك بالمعية (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) عن هذا الاشتراك المعنوي. ـ الوجه الأول ـ ولما نزل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال [اجعلوها في سجودكم] فاقترن بأمر الله بقوله (سَبِّحِ) أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم لنا بمكانها ، يقول : نزهوا الله في علوه عن السجود ، فعمنا القرآن في أحوالنا في الصلاة ، من قيام وركوع وسجود ،