(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ) (٢١)
أي إنما أنت مبلغ عن الله لا غير ، كما قال له (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) وقوله (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) وقوله (إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ) والمذكر لا يكون إلا لمن كان على حالة منسية ، ولو لم يكن كذلك لكان معلما لا مذكرا ، فدل أنه لا يذكرهم إلا بحال إقرارهم بربوبيته تعالى عليهم حين قبض الذرية من ظهر آدم في الميثاق الأول.
(لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) (٢٢)
عليك أيها المذكر بأن تبلغ ما تحقق في علمك ، ما عليك أن تهديهم ، فلماذا تقتل نفسك إذا لم تر القبول فيما تقول من السامعين؟ أمالك في رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسوة (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ) (إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).
(إلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (٢٤)
إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) (٢٦)
(٨٩) سورة الفجر مكيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْفَجْرِ) (١)
بطلوع الفجر يكون رجوع الحق إلى عرشه من السماء الدنيا التي نزل إليها ، وفيه ـ إشارة ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما خيّر عند الموت ما قال ، ولا سمع منه إلا الرفيق