وإني إذا أوعدته أو وعدته |
|
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي |
مدح نفسه بالعفو والتجاوز عمن جنى عليه ، بما أوعد على ذلك من العقوبة بالعفو والصفح ، ومدح نفسه بإنجاز ما وعد به من الخير ، يقال في اللسان : وعدته في الخير والشر ، ولا يقال : أوعدته بالهمز إلا في الشر خاصة ، والله يقول (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) أي بما تواطؤوا عليه ، والتجاوز والعفو عند العرب مما تواطؤوا على الثناء به على من ظهر منه ، فالله أولى بهذه الصفة ، وقد عرفنا الله أن وعيده ينفذه فيمن شاء ويغفر لمن شاء.
ـ إشارة ـ إذا بلغت النفس التراق ، وقيل : من راق ، والتفت الساق بالساق ، وزلزلت أرض الجسوم زلزالها ، وبان للنفس ما عليها وما لها ، وزلت بها القدم ، حينئذ تندم ولا ينفعها الندم.
(١٠٠) سورة العاديات مكيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥) إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (٨)
الخير يعني المال ، فالنفس مجبولة على حب المال وجمعه ، فجعل الكرم في الإنسان تخلقا لا خلقا ، ولهذا سمى الزكاة صدقة أي كلفة شديدة على النفس لخروجها عن طبعها في ذلك.
(أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) (١٠)
إذا بعثت الأجسام من قبورها ، وحصل للعرض عليها ما في صدورها ، صدق الخبر الخبر ، وما بقي للريب في ذلك أثر.