أي مسلطة ، ولا يقبل التسليط إلا من يعقل ، وأنها محرقة بالطبع ، فإنه لو لم تحرق بالطبع ما قبلت الإرسال على الكفار ، وهكذا كل جماد ونبات وحيوان خوطب ، لابد أن يكون حيا عاقلا قابلا لما يخاطب به ، من شأنه أن يعقل ما قيل له افعل قبولا ذاتيا تابعا لوجود عينه.
(فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ) (٩)
(١٠٥) سورة الفيل مكيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ) (٥)
انظر أيها العاقل إلى الفيل وحبسه ، وامتناعه من القدوم على خراب بيت الله ، وانظر إلى ما فعلت الطير بأصحاب الفيل ، وما رمتهم به من الحجارة التي لها خاصية في القتل دون غيرها من الأحجار ، أترى يصدر ذلك منها من غير وحي إلهي إليها بذلك!!! فكم من فيل كان في العالم ، وكمن من أصحاب غزاة كانوا في العالم لما ظهر مثل هذا الأمر في هؤلاء ، وما ظهر في غيرهم؟ وهل يوحي الله إلى من لا يعقل عنه؟ تعلم منها أنه ما من حيوان أو شيء من غير الحيوان عصى أمر الله ، أو لم يقبل وحي الله.