غير أنوارها ، كما جلت أن تكون على صورة الإنسان ، أو تفقد من وجود الأعيان ، أو ترجع إليها حالة لم تكن عليها من خلقها الأكوان ، أو تكون في تقييد ظرفية السوداء الخرساء وإن ثبت لها بها الإيمان ، أو تتحيز بكونها تتجلى في العيان ، أو ينطلق عليها الماضي أو المستقبل أو الآن ، كما جلت أن تقوم بها الحواس ، أو يقوم بها الشك والالتباس ، أو تدرك بالمثال أو القياس ، أو تتنوع كالأجناس ، أو يوجد العالم طلبا للإيناس ، أو يكون ثالث ثلاثة للجلّاس ، كما جلت عن الصاحبة والولد ، أو يكون لها كفؤا أحد ، أو يسبق وجودها عدم ، أو توصف بجارحة اليد الذراع والقدم ، أو يكون معها غيرها في القدم ، كما جلت عن الضحك والفرح المعهودين بتوبة العباد ، وعن الغضب والتعجب المعتاد ، وعن التحول في الصور ، كما يكون في البشر ، فسبحانه من عزيز في كبريائه ، وعظيم في بهائه ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
(١١٣) سورة الفلق مكيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (٢) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) (٤)
وهو السحر له وجه إلى الحق فيشبه الحق ، وله وجه إلى غير الحق فيشبه الباطل ، مشتق من السحر وهو اختلاط الضوء والظلمة ، فلا يتخلص لأحد الجانبين ، ولفظ السحر يطلق على الرئة ، وهي التي تعطي الهواء الحار الخارج والهواء البارد الداخل ، فسميت سحرا لقبولها النفس الحار والبارد ، وبها ينفث الساحر في العقد ، ولا يكون النفث إلا ريحا بريق ، لابد من ذلك حتى يعم ، فبما في الرئة من الرطوبة لا تحترق بقبول النفس الحار ، ولهذا يخرج النفس وفيه نداوة ، فذلك مثل الريق الذي يكون في النفث الذي ينفثه الساحر في العقدة ، وإذا أراد من أراد إبطال السحر ، ينظر إلى ما عقد الساحر فيعطي لكل عقدة كلمة يحلها