بها ، كانت ما كانت ، فإن نقص عنها بالكلمات بقي الأمر عليه ، فإنه ما يزول عنه إلا بحل الكل.
(وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (٥)
الحاسد يطلب زوال الأمر من صاحبه ، ولا يتعرض في طلبه لنيله جملة واحدة ، وليس الشر في طلب نيل مثله ، وإنما الشر في طلب زواله ممن هو عنده ، والحسد وصف جبلي في الإنس والجان ، لا يزول بالمجاهدة ولا بالرياضة ، فاصرفه في الخير كما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم [لا حسد إلا في اثنتين] وإياك والحسد فإنه يخلق الحسنات ويأكلها كما تأكل النار الحطب ، وأول ما يعود وباله على صاحبه.
(١١٤) سورة النّاس مكيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ) (٣)
من باب التحقيق لما سماهم الناس ، ولم يسمهم باسم يقتضي أن يكونوا حقا ، أضاف نفسه إليهم باسم الملك ، فإن عبوديتهم يستحيل رفعها وعتقها ، فإنها صفة ذاتية.
(إِلَهِ النَّاسِ (٣) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) (٤)
ـ إشارة ـ صلاة الخائف عند المسايفة ـ حال المسايفة هو حال العبد مع الشيطان في وسواسه ، وحين توسوس إليه نفسه ، والله في تلك الحالة أقرب إليه من حبل الوريد ، فهو مع قربه في حرب عظيم ، فإذا نظر العبد في هذه الحال إلى هذا القرب الإلهي منه ، فإنه يصلي ولابد من هذه حالته ، ولو قطع الصلاة كلها في محاربته ، فإنه إنما يحاربه بالله ، فإنه يؤدي الأركان المشروعة كما شرعت ، بالقدر الذي هو فيه من الحضور مع الله في باطنه في