وأملاك وعناصر ومولدات وأحوال تعرض ، وما ثم إلا الله ـ الوجه الثالث ـ (أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) أي له في كل شيء إحاطة بما في ذلك المعلوم عليه ، إذا كانت الباء بمعنى في.
(٤٢) سورة الشّورى مكيّة
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
(حم (١) عسق (٢) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥)
(وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) قال صلىاللهعليهوسلم : [كل أمر لا يبدأ فيه بحمد الله ـ أو قال بذكر الله ـ فهو أجذم] أي مقطوع عن الله ، وإذا كان مقطوعا عن الله فإن شاء قبله وإن شاء لم يقبله ، وإذا بدىء فيه بذكر الله فكان موصولا به غير مقطوع ، أي ليس بأجذم ، فذكر الله مقبول ، فالموصول به مقبول بلا شك ، فمن علم الملائكة أنهم يسبحون بحمد ربهم استفتاحا إيثارا لجناب الله ، والرب المصلح ، ولا يرد الإصلاح إلا على فساد ، وما ذكر عنهم أنهم يسبحون بحمد غيره من الأسماء الإلهية ، لعلمهم أن المتوجه على العالم إنما هو الاسم الرب ، إذ كان الغالب على عالم الأرض سلطان الهوى ، وهو الذي يورث الفساد ، ثم بعد تسبيحهم بحمد ربهم (يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) مطلقا ، من غير تعيين مؤمن من غيره ، فإن الأرض جامعة ، فدخل المؤمن وغيره في هذا الاستغفار ، فهذا الصنف من الملائكة أنزل المغفرة موضعها ، فإن الله ما علّق المغفرة إلا بالذنب حيث علقها ، ما قالوا مثل الصنف الآخر من الملائكة الذي حكى الله عنهم أنهم يستغفرون للذين تابوا ، فتنوعت مشارب الملائكة ، كما قالوا : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) فلله ملائكة يستغفرون لمن في الأرض ، ولله ملائكة يستغفرون للذين آمنوا ، وجعل الله الاضطرار في العباد ، فإذا