مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ (٤٧) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ) (٤٨)
(إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) وقد فعل صلىاللهعليهوسلم فبلغ ، وأسمع الله من شاء وأصم من شاء.
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ) (٤٩)
الوهب هو إعطاء إنعام لا لطلب الشكر ولا العوض ، وهو وصف يرجع إليه تعالى ، ما طلب منهم في ذلك عوضا (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً) مراعاة لمحل التكوين (وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) مراعاة للملقي.
(أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (٥٠)
ـ الوجه الأول ـ (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً) مراعاة للمجموع ، فإن زوجهم إناثا أو ذكرانا أو ذكرا وأنثى فلوجود الجمع (وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً) لمن لا يقبل الولادة ـ الوجه الثاني ـ (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً) وهو الخنثى ، وينكر الطبيعيون أن يكون من ماء المرأة شيء ، وذلك ليس بصحيح ، فإن الإنسان يتكون من ماء الرجل ومن ماء المرأة ، فإن عيسى عليهالسلام تكون جسمه من ماء أمه فقط ، وقد ثبت عن النبي صلىاللهعليهوسلم الذي لا ينطق عن الهوى أنه قال : [إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرا ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثا] وفي رواية [سبق بدل علا] فقد جاء بالضمير المثنى في أذكرا وأنثا والمرأة والرجل إذا لم يسبق أحدهما صاحبه في إنزال الماء ، وأنزلا معا بحيث أن يختلطا ولا يعلو أحد الماءين على الآخر فإنه من أجل تلك الحالة إذا وقعت على تلك الصورة يخلق الله الخنثى ،