اضافته ، والمراد بالقطع المأخوذ على وجه الطريقية والكاشفية هو العلم مع لحاظ اضافته فيندفع الاشكال لا محالة.
وتحقيق المقام ان الاضافة في الفلسفة على قسمين :
احدهما : الاضافة المقولية ، وهي النسبة المتكررة بين شيئين موجودين الموجبة لتعنونهما بعنوانين متكافئين في التعقل والوجود الخارجي ، بحيث كلما تعقل احدهما ، أو وجد خارجاً تعقل الآخر ، أو وجد خارجا كالاضافة الموجودة بين الأب والابن فانها نسبة متكررة بين زيد وعمرو ، وتوجب تعنون زيد بعنوان الأب ، وتعنون عمرو بعنوان الابن ، وعنوان الاب والابن متكافئان في التعقل ، والوجود الخارجي وانما سميت هذه الاضافة المقولية لانها من المقولات العشر التي احداها الجوهر والبقية الاعراض التسعة.
ثانيهما : الاضافة الاشراقية ، وهي النسبة بين شيئين هما شيء واحد بحسب الحقيقة والوجود الخارجي ، لكن بحسب التحليل هما شيئان :
الأول : له فعليه والثاني لا فعلية له ، وإنما يصير له فعلية بفعلية الأول ، كالاضافة بين الماهية والوجود في قولنا مثلا : ماهية الانسان موجودة ؛ فان الماهية والوجود بحسب الحقيقة والوجود الخارجي شيء واحد ، إلا انهما بحسب التحليل شيئان ، احدهما وهو الوجود له فعلية ، والآخر وهو الماهية لا فعلية له ، وتصير فعلية بنفس فعلية الوجود وبسبب النسبة ، فالاضافة هنا ليست اضافة حقيقية وانما هي اشراقية من جهة التحليل العقلي ؛ ولذا يسمى بالاضافة الاشراقية ، وانما لم تعد هذه الاضافة من المقولات لأن المقولات انما هي في الماهيات وهذه الاضافة ، كما ترى انما هي بين الماهية والوجود ، أو ما هو من قبيل الماهية والوجود ، ومن الواضح ان الوجود ليس ماهية ، والفرق بين هذه الاضافة وتلك الاضافة هي ان الأولى تستدعي طرفين حقيقيين ، والثانية لا تحتاج إلا إلى طرف واحد حقيقي ؛ وان كان لها طرفان بالتحليل.
ثم ان العلم له معلوم بالذات ومعلوم بالعرض ، فاما معلومه بالذات فهو