الصورة الحاصلة لدى النفس ، وانما تسمى بالمعلوم بالذات لأنها هي المنكشفة لدى النفس حقيقة لا غيرها ، واما المعلوم بالغرض فهو الامر الخارجي الذي انعكست صورته في الذهن ؛ وانما سمى بالمعلوم بالعرض لانه ليس في الحقيقة هو المنكشف لدى النفس ، وانما المنكشف هو صورته الذهنية ، وهو معلوم ومنكشف مجازاً ، وباعتبار مطابقته لما هو معلوم ومنكشف بالذات وهو صورته الذهنية ومماثلته له.
إذا تبين هذا فنقول : ان الاضافة المدعاة في كلام المحقق الخراساني (قدسسره) إن أُريد بها اضافة العلم الى المعلوم بالذات فالاضافة المقولية غير معقولة لاحتياجها الى طرفين ، مع ان العلم والمعلوم بالذات شيء واحد كما لا يخفى ، فلا بد ان تكون الاضافة هي الاضافة الاشراقية ، حيث ان العلم والمعلوم بالذات هو الوجود والماهية.
ويرد حينئذ ان الاضافة الاشراقية ليس لها إلا طرف واحد في الحقيقة ، وان كان لها طرفان بالتحليل ، فان الماهية على ما تقدم لا فعلية لها وتصير فعلية بنفس فعلية الوجود وبسبب اضافة الوجود اليها ، فالمعلوم بالذات هو حقيقة العلم في الحقيقة والوجود ، إذن فيعود الاشكال ، حيث ان اخذ العلم مع قطع النظر عن اضافته الى معلومه بالذات تهافت وتناقض كما لا يخفى.
وان اريد بالاضافة اضافة العلم الى المعلوم بالعرض فالاضافة الاشراقية غير معقولة حينئذ ، كما لا يخفى ، انما المتوهم هو الاضافة المقولية ، وهي ايضا غير صحيحة ؛ لما قلناه من ان العلم ليس له اضافة حقيقية الى المعلوم بالعرض ، وان المعلوم بالعرض ليس معلوما ومنكشفا لدى النفس حقيقة وواقعاً ، بل هو معلوم عرضا ومجازاً ، كما تقدم فللعلم اضافة مجازية اليه ، ولا مضايقة ، لدعوى ان المراد من الاضافة هي هذه الاضافة المجازية ، فانه من الممكن حينئذ أن يأخذ الشارع العلم في الموضوع ، تارة بما هو صفة حاصلة في النفس ، واخرى يأخذه في الموضوع بما هو مضاف الى المعلوم بالعرض ، وحينئذٍ يصح تقسيم القطع