كَفَّاراً* رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً) (الآيات / ١ ـ ٢٨)
وخذ للمقارنة قصص بلغاء البشر الكبيرة من قصص القرآن ، وخذ إن شئت في سورة يوسف أحسن القصص أو قصص زكريا ومريم وعيسى ـ عليهمالسلام ـ في سورة مريم أو قصص هارون وموسى مع فرعون وبني اسرائيل في سائر السور.
وهكذا لا يجارى القرآن ولا يبارى في أي فن من فنون البلاغة في التعبير ، وكذلك لا شبيه له ولا نظير في ما يحوي من فنون العلم بالمبدإ والمعاد وأخبار عوالم الملائكة والجنّ والانس والحيوان والنبات والجماد والسموات والكواكب وأنظمة لحياة الإنسان وسائر فنون المعرفة الصحيحة ، وكان لبلاغة القرآن والجانب الأدبي فيه الأثر البليغ في نفوس قريش كما يدلّ عليه أمثال الخبر الآتي :
تأثير القرآن المكي في قريش واستماعهم اليه سرّا :
روى ابن هشام وغيره واللفظ لابن هشام ، قال :
إن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي ، حليف بني زهرة ، خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله (ص) وهو يصلي من الليل في بيته ، فأخذ كلّ رجل منهم مجلسا يستمع فيه ، وكلّ لا يعلم بمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرّقوا. فجمعهم الطريق ، فتلاوموا ، وقال بعضهم لبعض : لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ، ثمّ انصرفوا. حتّى إذا كانت الليلة الثانية عاد كلّ رجل منهم إلى مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتّى إذا طلع الفجر تفرّقوا ، فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرّة ثمّ انصرفوا. حتّى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كلّ رجل منهم مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتّى إذا