كلّ عام مرّة وأنّه عارضه به في العام مرتين ، ولا أراني إلا قد حضر أجلي.
كان ذلكم أمر إقراء الله ـ جلّ اسمه ـ نبيّه الكريم (ص) القرآن سواء كان في مكّة أو في المدينة.
٢ ـ ما يعمّ المسلمين بمكة :
من خبر إقراء خباب بن الأرت فاطمة أخت عمر بن الخطاب وزوجها علمنا ان الرسول (ص) كان قد نظمّ خلايا سريّة لإقراء المسلمين القرآن بمكة. وفي ما يأتي بعض أخبار القرآن لدى المهاجرين من مكة إلى الحبشة.
المسلمون والقرآن في الحبشة :
في سيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد وغيرهما ما موجزه :
لما اشتدّ اذى قريش للمؤمنين الذين أظهروا اسلامهم أمرهم الرسول بالهجرة إلى الحبشة فهاجر زهاء ثمانين رجلا وامرأة من المسلمين فأجارهم النجاشي ملك الحبشة فبعثت قريش بهدايا إليه مع عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وطلبت منه أن يعيدهم إلى مكة فجمع النجاشي بين المسلمين وعمرو وعمارة فقرأ جعفر عليه صدر سورة كهيعص ـ سورة مريم ـ فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته وأبى أن يعيد المسلمين إلى قومهم قريش (١).
لم يعين ابن هشام وغيره إلى أيّة آية قرأ جعفر من سورة مريم ولا بد أنه قرأ صدر السورة الى الآية ٣٤ منها والتي جاء فيها ذكر زكريا ويحيى وعيسى ومريم عليهمالسلام.
إن خبر ابن مسعود وخبر جعفر يدلان على أن المسلمين كانوا يحفظون
__________________
(١) سيرة ابن هشام ١ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ؛ وطبقات ابن سعد ، ١ / ٢٠٧ ؛ وسيرة ابن اسحاق ص ١٩٤.