سابعا ـ خصائص المجتمع الاسلامي على عهد الرسول (ص):
وعند ما بعث الرسول (ص) قوّض بالاسلام النظام القبيلي في الجزيرة العربية والنظام الطبقي في سائر المجتمعات البشرية في ما بلّغ عن الله قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات / ١٣).
وبقوله في خطبته (ص) وسط ايام التشريق عام حجة الوداع :
«يا ايها الناس! الا انّ ربكم واحد وانّ أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على اعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على اسود ولا لأسود على أحمر إلّا بالتقوى ، أبلّغت؟ قالوا : بلّغ رسول الله (ص)! (١).
وعلى هذا الاساس اقام (ص) المجتمع الاسلامي الاول في المدينة المنورة ، فعاش فيه سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي وابو ذر العربي البدوي متآخين كاسنان المشط لا تفاضل بينهم ، واربى على ذلك حين زوّج مولاه زيدا ابنة عمته زينب حفيدة عبد المطلب ، وضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب المقداد بن عمرو مولى بني زهرة (٢) ، ووظف على بلال الحبشي
__________________
(١) مسند احمد ٥ / ٤١١.
(٢) راجع في خبر زواج زينب بنت جحش بحث صفات المبلغين من عقائد الاسلام من ـ