أولا ـ القرآن المدني وما حواه
يحكي القرآن المدني عن بعض ما دار بين الرسول (ص) وهو في المدينة مع كفار قريش وسائر مشركي العرب من معارك فكرية وحروب قتالية ، وكذلك ما دار بينه (ص) وبين أهل الكتاب من يهود ونصارى من ذلك ، وبعض ما جرى في المجتمع الإسلامي الأوّل الّذي شيّده (ص) مع المنافقين والمؤمنين وما جرى في بيته (ص) يومذاك وما شرعه الله للإنسان في جميع مناحي حياته من نظام إلى غير ذلك مما أشرنا إليه في خصائص القرآن المكّي وفي ما يأتي أمثلة مما ذكرناه إن شاء الله تعالى.
ما جرى مع أهل الكتاب
بسبب وضوح ما كان في كتب الله من تعريف خاتم الأنبياء أخبر الله عنهم أنّهم كانوا يعرفون خاتم الأنبياء وقبلته وشريعته كما يعرفون أبناءهم وقال عزّ اسمه في سورة البقرة :
(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
وقال تعالى في سورة الأنعام :
(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (الآية / ٢٠)