أثر كيفية إقراء الرسول (ص) في عصره :
كان لما قاله الرسول (ص) وفعله في شأن إقراء القرآن أبلغ الأثر في الصحابة وسائر المسلمين في عصره وبعده. أما في عصره فقد روى عقبة بن عامر الجهني وقال :
خرج علينا رسول الله (ص) ذات يوم ونحن نتدارس القرآن ، قال : تعلّموا القرآن ، واقتنوه ، فإنّه أشد تفلتا من المخاض في عقلها. أي : أشدّ تفلتا من الناقة المشدودة بالعقال ساعة الولادة (١) :
وكانوا يقرءون أبناءهم ونساءهم القرآن ، فقد روى أحمد وابن ماجة عن زياد بن لبيد الأنصاري أنّه قال :
ذكر النبي (ص) شيئا ، فقال «ذاك عند أوان ذهاب العلم».
قال : قلت : يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ قال ... أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما (٢).
اهتمام الرسول (ص) بالسور الطوال
وكان الرسول (ص) يعني بسورة البقرة عناية خاصة ثم ما بعدها من السور الكبار ومن موارد ذلك ما رواه.
البيهقي وأحمد بسندهما ، رويا عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت :
«كنت أقوم مع رسول الله (ص) في الليل ، فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء فاذا مر بآية فيها استبشار ، دعا ورغب ، وإذا مر بآية فيها تخويف ، دعا
__________________
(١) مسند احمد ٤ / ١٥٣.
(٢) سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٤٤ كتاب الفتن باب ذهاب القرآن والعلم ، ومسند احمد ٤ / ٢١٩.