دراسة الحديث :
نرى انه اعتمد أحاديث الصحابي أنس من قال : بحصر جمع القرآن على الأنصار مثل الشعبي (١) ومحمد بن كعب القرظي (٢) وابن كثير (٣) وغيرهم (٤).
وقد أنكر العلماء على أنس هذا القول وحاول بعضهم توجيهه مثل : السندي في حاشيته على الرواية الأولى في صحيح البخاري حيث قال :
«أي لم يجمعه غيرهم في علمي ، أو من الأوس ، وإلّا فقد كان ممن يجمعه إذ ذاك كثير من الصحابة ، كما هو معلوم» (٥).
وقال القرطبي في تفسيره :
قال ابن الطّيب (رض) : لا تدل هذه الآثار على أن القرآن لم يحفظه في حياة النبي (ص) ولم يجمعه غير أربعة من الأنصار كما قال أنس بن مالك ، فقد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان وعليّ وتميم الداريّ وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو بن العاص. فقول أنس : لم يجمع القرآن غير أربعة ، يحتمل أنه لم يجمع القرآن وأخذه تلقينا من في رسول الله (ص) غير تلك الجماعة ؛ فإن أكثرهم أخذ بعضه عنه وبعضه عن غيره ، وقد تظاهرت الروايات بأن الأئمة الأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي (ص) لأجل سبقهم إلى الإسلام ، وإعظام الرسول (ص) لهم (٦).
وفي البرهان للزركشي :
__________________
(١) كنز العمال ٢ / ٣٧٤ ، الحديث ١٩١٥ و ١٩١٦.
(٢) كنز العمال ٢ / ٣٧٤ ، الحديث ١٩١٥ و ١٩١٦.
(٣) راجع ترجمة أبي بن كعب ومعاذ بن جبل في تاريخ ابن كثير ٧ / ٩٧ و ٩٥.
(٤) راجع ترجمة قيس بن السكن في الاصابة.
(٥) حاشية السندي على صحيح البخاري ط. دار الكتب المصرية سنة ١٣٢٧ ه ٣ / ١٥٢ ، وطبعة الأفست لبنان ، دار المعرفة ، سنة ١٣٩٨ ه ، ٣ / ٢٢٨.
(٦) تفسير القرطبي ١ / ٥٧.