قال : الخبيث!! يطلب بذحل بدر ؛ والله لا تأتيه أبدا (١).
وفي ترجمة الحكم وعبد الله بن سعيد بن العاص الأموي من أسد الغابة والاصابة أنّه قدم على النبي (ص) مهاجرا وكان اسمه الحكم فسمّاه النبي (ص) عبد الله وكان يكتب في الجاهلية فأمره رسول الله (ص) أن يعلّم الكتاب بالمدينة وكان كاتبا محسنا.
ج ـ من كتب لرسول الله (ص):
قال البلاذري في فتوح البلدان :
اوّل من كتب لرسول الله (ص) مقدمه المدينة أبيّ بن كعب الانصاري ، وهو اوّل من كتب في آخر الكتاب ، وكتب فلان ، فكان أبيّ ، اذا لم يحضر دعا رسول الله (ص) زيد بن ثابت الانصاري ، فكتب له فكان أبيّ وزيد يكتبان الوحي بين يديه ، وكتبه الى من يكاتب من الناس ، وما يقطع وغير ذلك.
قال الواقدي : واوّل من كتب له من قريش عبد الله بن سعد بن ابي سرح ، ثم ارتدّ ورجع الى مكّة ، وقال لقريش : انا آتي بمثل ما يأتي به محمد ، وكان يملّ عليه الظالمين ، فيكتب الكافرين ، يملّ عليه سميع عليم ، فيكتب غفور رحيم وأشباه ذلك ، فأنزل الله :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ) (الانعام / ٩٣)
فلما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله (ص) بقتله ، فكلّمه فيه عثمان بن عفّان وقال : أخي من الرضاع ، وقد أسلم فأمر رسول الله (ص) بتركه ، وولّاه عثمان مصر ، فكتب لرسول الله (ص) عثمان بن عفان وشرحبيل بن حسنة الطابخي من خندف حليف قريش ، ويقال بل هو كندي ، وكتب له جهيم بن
__________________
(١) امتاع الاسماع للمقريزي ص ١٠١ ، ومسند احمد ١ / ٣٤٧.