٤ ـ آية (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...)
روى الحاكم الحسكاني :
(عن ابن عباس وجابر قالا : أمر الله محمدا (ص) أن ينصب عليّا للناس ليخبرهم بولايته ، فتخوّف رسول الله (ص) أن يقولوا حابى ابن عمّه ، وأن يطعنوا في ذلك عليه ، فأوحى الله إليه :
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (المائدة / ٦٧).
فقال رسول الله (ص) بولايته يوم غدير خمّ) (١).
وروى عن زياد بن المنذر أنّه كان يقول : (كنت عند أبي جعفر محمد بن عليّ (ع) وهو يحدّث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى ـ كان يروي عن الحسن البصري ـ فقال له : يا ابن رسول الله ، جعلني الله فداك ، إنّ الحسن يخبرنا أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجل ، ولا يخبرنا من الرجل (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...). فقال : لو أراد أن يخبر به لأخبر به ، ولكنّه يخاف.
إنّ جبرئيل هبط إلى النبيّ (ص) ـ إلى قوله : ـ فقال : إنّ الله يأمرك أن تدلّ أمّتك على وليّهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجّهم ، ليلزمهم الحجّة من جميع ذلك ، فقال رسول الله (ص) : يا ربّ إنّ قومي
__________________
(١) الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني ، الحذاء الحنفي النيسابوري ، من أعلام القرن الخامس الهجري ، ترجمته في تذكرة الحفاظ ط. الهند ٤ / ٣٩٠ ، وط. مصر ٣ / ١٢٠٠ ، بآخر الطبقة ١٤. وقد رجعنا إلى كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفصيل في الآيات النازلة في أهل البيت ، تحقيق محمد باقر المحمودي ط. بيروت عام ١٣٩٣ ه. والحديث في ١ / ١٩٢ ورقم الحديث ٢٤٩.