خبر الغدير :
لمّا صدر رسول الله من حجّة الوداع (١) نزلت عليه في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة (٢) آية (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...)(٣). فنزل غدير خمّ من الجحفة (٤) وكان يتشعب منها طريق المدينة ومصر والشام (٥) ووقف هناك حتّى لحقه من بعده وردّ من كان تقدّم (٦) ونهى أصحابه عن سمرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهنّ ، ثمّ بعث إليهنّ فقمّ ما تحتهن من الشوك (٧) ونادى بالصلاة جامعة (٨) وعمد إليهنّ (٩) وظلّل لرسول الله (ص) بثوب على شجرة سمرة من الشمس (١٠) ، فصلى الظهر بهجير (١١) ، ثمّ قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر ووعظ ، وقال ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : «إنّي أوشك ان أدعى فأجيب ، وإنّي مسئول وأنتم مسئولون ، فما ذا أنتم قائلون؟»
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥ و ١٦٣ ـ ١٦٥. وأنقل عن هذه الصفحات في ما يأتي من هذا البحث.
(٢) رواه الحاكم الحسكاني في ١ / ١٩٢ ـ ١٩٣.
(٣) سبق ذكر مصادره.
(٤) مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣ ـ ١٦٥. وابن كثير ٥ / ٢٠٩ ـ ٢١٣.
(٥) مادة (الجحفة) من معجم البلدان.
(٦) في تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٣.
(٧) مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥ والسمر : نوع من الشجر ، وقم : كنس ، وقريب منه لفظ ابن كثير ٥ / ٢٠٩.
(٨) مسند أحمد ٤ / ٢٨١. وسنن ابن ماجة باب فضل علي ، وتاريخ ابن كثير ٥ / ٢٠٩ ، و ٥ / ٢١٠.
(٩) مجمع الزوائد ٩ / ١٦٣ ـ ١٦٥.
(١٠) مسند أحمد ٤ / ٣٧٢. وابن كثير ٥ / ٢١٢.
(١١) مسند أحمد ٤ / ٢٨١ ، سنن ابن ماجة باب فضل علي. وابن كثير ٥ / ٢١٢.