أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته وخازنه ، أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟ فاطلع عليهما عليّ (رض) فأخبراه بما قالا. فقال علي (رض) أنا أشرف منكما ، أنا أوّل من آمن وهاجر. فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي (ص) فأخبروه. فما أجابهم بشيء ، فانصرفوا فنزل عليه الوحي بعد أيام ، فأرسل إليهم فقرأ عليه (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ ...) إلى آخر الآيات.
وأخرج مسلم وأبو داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حيان والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن النعمان بن بشير (رض) قال : كنت عند منبر رسول الله (ص) في نفر من اصحابه ، فقال رجل منهم : ما أبالي ان لا أعمل لله عملا بعد الاسلام إلا أن اسقي الحاج.
وقال آخر : بل عمارة المسجد الحرام.
وقال آخر : بل الجهاد في سبيل الله خير مما قلتم.
فزجرهم عمر (رض) وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله (ص) ـ وذلك يوم الجمعة ـ ولكن إذا صليتم الجمعة دخلت على رسول الله (ص) فأستفتيه فيما اختلفتم فيه ، فأنزل الله (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) إلى قوله (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(١).
ب ـ آيات تخصّ زوجات الرسول (ص):
آيات سورة التحريم.
قال الله سبحانه في سورة التحريم :
(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ
__________________
(١) الدر المنثور للسيوطي ٣ / ٢١٨ ـ ٢١٩.