مقدّمة البحث :
لعلوم الاسلام كسائر العلوم مصطلحات بها تفتح أبوابها وتدرك بحوثها ومع الأسف الشديد لم يعن العلماء منذ قرون بدراسة مصطلحات علوم القرآن كما عنوا ـ مثلا ـ بمصطلحات علوم الفقه ، وعلى أثرها عرف المسلمون أحكام الاسلام مدى القرون.
ولعدم عنايتهم بدراسة مصطلحات علوم القرآن التبس أمر مصطلحات الاسلام في علوم القرآن بمصطلحات المسلمين فيها ، ولم تفهم معنى الروايات التي رويت في شأن النسخ والقراءة والمصاحف وامثالها من بحوث علوم القرآن ، وأدّى ذلك الى القول بعدم ثبوت النص القرآني الذي أوحي الى الرسول (ص) في عصرنا ـ معاذ الله ـ واخطاء كبيرة أخرى تعرضنا لدراستها خلال بحوث هذا الكتاب ، ويتوقف فهم المصطلحات القرآنية على استيعاب معاني المصطلحات التي شرحناها في الجزء الأول من كتابنا «قيام الأئمة باحياء السنة».
وفي البحوث الآتية محاولة متواضعة لتعريف المصطلحات الاسلامية ومصطلحات المسلمين في علوم القرآن ، فإن أصبت فيها فمن الله ، وإن اخطأت فمني وحسبي نجاحا ان أوفق لجلب نظر الباحثين في هذه العلوم إلى ضرورة القيام بدراسة تلك المصطلحات وعدم الركون الى بحوث السلف الصالح في شأنها وتقليدهم فيها والله المسئول ان يأخذ بايدينا في سلوك هذا الطريق إنه نعم المولى ونعم النصير.