الجاهلي : وكانوا يطلقون على الكتاب المجموع : لفظ المصحف ، ويقصدون به مطلق الكتاب ، لا القرآن وحده ، فمن ذلك ما ذكره ...
ثمّ نقل خبر مصحف خالد بن معدان من كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني (١).
٦ ـ في مصطلح الامم السابقة :
تسمية الكتب الدينية للامم السابقة بالمصحف :
وكذلك سميّت الكتب الدينية للأمم السابقة بالمصحف كما جاء في طبقات ابن سعد بسنده :
عن سهل مولى عتيبة أنه كان نصرانيا من أهل مريس ، وأنه كان يتيما في حجر أمه وعمه ، وأنه كان يقرأ الإنجيل ، قال : فأخذت مصحفا ، لعمي فقرأته حتى مرّت بي ورقة ، فأنكرت كتابتها حين مرّت بي ومسستها بيدي ، قال : فنظرت فإذا فصول الورقة ملصق بغراء ، قال : ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد ، (ص) ، أنه لا قصير ولا طويل ، أبيض ، ذو ضفيرين ، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء ، ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة ، ويلبس قميصا مرقوعا ، ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر ، وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرية إسماعيل اسمه أحمد ، قال سهل : فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد (ص) جاء عمّي ، فلما رأى الورقة ضربني وقال : ما لك وفتح هذه الورقة وقراءتها؟ فقلت : فيها نعت النبي (ص) أحمد ، فقال : إنه لم يأت بعد (٢).
***
وهكذا وجدنا المصحف اسما عاما للصحف بين الدفتين وإن صحّ ما جاء
__________________
(١) مصادر الشعر الجاهلي ، الطبعة الخامسة ، ص ١٣٩ ، وقد نقله من المصاحف للسجستاني ، ص ١٣٤ ـ ١٣٥.
(٢) طبقات ابن سعد ط. بيروت ١ / ٣٦٣.