و ـ جمعه حفظا في صدور بعض المسلمين.
ز ـ جمعه كتبا في ما يكتبه البشر وتسجيلا على وسائل التسجيل في من سجله من البشر على الأشرطة إلى يوم الدين.
كل ذلك جمع للقرآن من قبل الله ـ تبارك وتعالى ـ وتحقيق لوعده ، وذلك بقاعدة (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (الانفال / ١٧).
ويفهم من قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) أنه ـ تبارك وتعالى ـ علّم رسوله معاني القرآن مع تعليمه تلاوة الفاظه. إذا فإن إقراء الله نبيه في قوله تعالى (سَنُقْرِئُكَ ...) كان بتعليمه تلاوة لفظ القرآن مع تعليمه معنى اللفظ في ما احتاج فهم معنى اللفظ إلى تعليم الله إيّاه (١). وتعليم معاني آي القرآن الكريم بما فيها آيات الاحكام كان بحاجة الى سعة في الوقت لاستيعاب المعنى ، فكان من الحكمة ان ينزل القرآن متدرّجا ، وليعلّم الرسول (ص) المؤمنين كذلك تلاوة الفاظ القرآن مع ما تلقاه ـ ايضا ـ عن طريق الوحي من معاني الآيات متدرّجا ليستوعبوها ومن أجل ذلك لم ينزل الله القرآن مرّة واحدة ، بل أنزله على مكث ، ليثبت به فؤاد الرسول (ص) اوّلا ثم يقرئ الرسول (ص) المؤمنين على مكث ، إذا فإن معنى (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) نعلّمك تلاوة ولفظ القرآن مع بيان معناه وإنك لا تنسى ما علمناك من لفظ القرآن وبيان معانيه ، وكذلك فعل الرسول (ص) في تعليم القرآن للصحابة فإنه (ص) كان يقرئ أصحابه عشر آيات عشر آيات على مكث يعلمهم في كل مرّة تلاوة ألفاظ الآيات العشر مع تعليمهم ما فيه من العلم والعمل.
وكان الاصحاب الذين تعلّموا لفظ القرآن ومعناه من الرسول على مكث يعلّمون الآخرين تلاوة اللفظ والمعنى معا وكذلك كان الجميع يتقارءون القرآن
__________________
(١) مرّ بنا في بحث (النظام الّذي سنّه النبي (ص) في إقراء القرآن) انّ النبي (ص) كان يتلقى عن طريق الوحي ما كان يعلم الناس.